كتب _اشرف المهندس
من الذى تم نشره على لسان \توفيق بوعشرين صديق الشيخة موزة
في مختار الصحاح للرازي الموز معروف والواحدة ( موزة ) … وفي لهجة ( الصياعة ) المصرية يقول الشاب عن عشيقته ( دي الموزة بتاعتي ) بتشديد الزاي … وجمعها ( مزز ) ودائرة الرقابة في قطر تحذف جميع المشاهد السينمائية التي يرد فيها ذكر ( المزز ) و ( الموزات ) سواء بمعناها اللغوي الذي أشار إليه الرازي أو بمعناها ( الصايع ) في اللهجة المصرية الدارجة ..والسبب أن زوجة حاكم الإمارة اسمها ( موزة ) ولا ندري لماذا ترك القطريون كل أنواع الخضار والفواكه و ( دقوا ) بالموزة لتسمية بناتهم. والموز أصبحت له دلالة سياسية فيما عرف لاحقا
بجمهوريات الموز وهي نيكارجوا ، كوستاريكا ، السلفادور ، بنما ، غواتيمالا ، هندوراس و بليز وهي دول تتسم الأنظمة الحاكمة فيها بالطرافة …. والموز بالانجليزية ( بنانا ) وهي لفظة عربية حيث كان العرب يطلقون علي هذه الثمرة اسم بنان الموز وقام الأوروبيون بأخذ كلمة بنان والحرف الأول من كلمة الموز فأصبحت تنطق على ما هي عليه الآن في أغلب اللغات ومنها اشتق اسمه في اللغات الأخرى.
والموز فاكهة استوائية معروفة موطنها الأصلي جنوب شرق آسيا وأرخبيل المالاي وأستراليا ولم يتعرف الشعب الأمريكي على الموز إلا عام 1876 يوم عقد المهرجان الدولي في سان فرانسيسكو … يومها ترك الأمريكيون الجناح الذي كان يضم أهم وأعجب اختراع أمريكي آنذاك ( جهاز الهاتف ) الذي اخترعه جراهام بيل … ليتجمعوا أمام جناح الهند الذي كان يعرض ثمرة غريبة الشكل اسمها ( موزة ) … وهو الاسم الذي اختاره فيما بعد بدوي من قطر اسمه ناصر المسند ليسمي به ابنته السمراء التي أصبحت لاحقا زوجة لابن حاكم قطر الذي سرعان ما انقلب على أبيه لتصبح زوجته الرابعة ( موزة ) سيدة قطر الأولى.
موزة قطر بدأ ظهورها الدولي في مؤتمر عقدته الأمم المتحدة قبل سنوات … ومع أن الشيخة موزة لم تكن الوحيدة من شيخات الخليج اللواتي يحضرن المؤتمر المذكور …
فقد جلست على يمينها الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة زوجة حاكم مشيخة البحرين الملك حمد … إلا أن الشيخة موزة تمكنت من خطف الأضواء والاستئثار بها بخاصة وأنها لم تمانع في التقاط الصور لها … وقيل في حينه أن الشيخة تحاول أن تكرس صورة قطر الحديثة لكن مساعي الشيخة موزة وزوجها اصطدمت بحقائق التاريخ بخاصة وان المشيخة بتكوينها الحالي لم تكن أكثر من ” غلطة ” من غلطات التاريخ …
تداخلت فيها فضائح أخلاقية ومالية وجنسية وصراعات على النفوذ بين أفراد العائلة الواحدة وغدر بالمحارم توجه الحاكم الحالي الشيخ حمد الذي طرد والده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة والاختلاس وتركه يعتاش على الهبات في السعودية وغيرها من دول الخليج .
الشيخة موزة نفسها كانت ضحية لصفقة مالية وسياسية بين أبيها ناصر المسند والحاكم السابق خليفة فقد كان ناصر المسند من أهم المعارضين للحكم وتزويج ابنته من ابن الحاكم تم عبر صفقة سياسية تخلى بموجبها المعارض عن معارضته في مقابل نفوذ من نوع خاص لم يكن الشيخ خليفة نفسه يتوقع أن يتطور إلى درجة تصبح فيها العروس الضحية الصفقة ” موزة ” هي الحاكم الفعلي في قطر والعقل المدبر لعملية انقلاب ابيض أطاح بالشيخ الأب خليفة بل وأطاح بأولاد زوجها حمد من زوجاته الأخريات.
وكانت المواجهة الإعلامية التي وقعت بين القطريين والمصريين قبل سنوات والتي بدأت بتطاول وزير الخارجية القطري على مصر وتهكمه على المصريين قد كشفت النقاب عن أسرار عديدة تتعلق بالأسرة الحاكمة في قطر …
فقد كتب عادل حمودة الذي كان آنذاك رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف مقالا بعنوان ” ملف الفجور السياسي في الدوحة ” و ” الانقلابات العائلية في قطر ” و ” خليفة أطاح بحكم ابن عمه في انقلاب ابيض وابن خليفة أطاح بابيه في انقلاب تلفزيوني “.
والجديد الذي كشف عنه عادل حمودة آنذاك نقلا عن جريدة الأهالي المصرية الصادرة في 31 كانون الثاني 1977 هو أن قطر عقدت مؤتمرا دوليا لجماعات إرهابية متطرفة …
وجاء في الجريدة أن ” وزير الداخلية المصري حسن الالفي كشف النقاب أمام لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي أن وزير الداخلية القطري عبد الله بن خالد الذي كان وزيرا للأوقاف ومقربا لعدة جماعات متطرفة قد نظم وهو يشغل منصب وزير الأوقاف اجتماعا للتنسيق بين قيادات لجماعات متطرفة حضره كل من أيمن الظواهري وشوقي الاسلامبولي ومصطفى حمزة وأسامة بن لادن ” وجاء أيضا أن الشيخ فهد ابن حاكم قطر من زوجته الأولى كان عراب هذا التنسيق.
المثير للدهشة أن محطة الجزيرة القطرية لا تشير من قريب أو بعيد إلى مشيخة قطر والفضائح السياسية والعائلية التي ترتكب في هذه المشيخة ولا يتم الحديث عن علاقة قطر وشيوخها بابن لادن وهي علاقة تطورت لاحقا حين خص بن لادن محطة الجزيرة بعرض أشرطته معطيا للمحطة الوليدة دفعة جديدة للشهرة لاحقة للدفعة القرضاوية التي بدأها يوسف القرضاوي ببرنامجه الجنسي الشهير.
والأسرة التي تحكم الآن في قطر ” أسرة أل ثاني ” هي أسرة سعودية هربت من نجد إلى قطر برئاسة الشيخ حمد ال ثاني الكبير الذي أسس مشيخة حاولت الاستقلال عن النفوذ السعودي … وعين الشيخ شقيقه خلفا له لأنه أصلح من ابنه خليفة لكن الشقيق ترك الحكم لابنه هو ولم يعيده لابن شقيقه وكانت تلك هي البذرة التي قام عليها نظام الحكم في المشيخة والتي أدت فيما بعد إلى انقلابات عائلية بعضها اتسم بالدموية … والبعض الأخر بالفضائحية مثل انقلاب حمد على أبيه خليفة عام 1995 .
عندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971 كانت المشيخة تحت حكم الشيخ احمد بن علي ال ثاني الذي أطيح بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني … وقام خليفة بتوطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده إلا انه لم يكن يعلم أن الضربة ستأتيه من حيث لا يحتسب … أي من ابنه البكر حمد.
وحمد كان اكبر أولاد خليفة … وكان أفشلهم في الدراسة مما دفع بالأب إلى إخراج الابن من المدرسة قبل أن ينهي الثانوية العامة وإرساله إلى كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا ولم يتمكن حمد من إنهاء الدراسة في الكلية المذكورة حيث فصل منها بعد تسعة أشهر ليعود إلى قطر برتبة جنرال … وليصبح قائدا للجيش ووليا للعهد في عام 1971 مطرزا صدره العريض بنياشين عسكرية لم يحلم بوضع مثلها حتى الجنرال الألماني رومل.
تزويج حمد بموزة المسند شكل انقلابا في حياة حمد … وفي تاريخ المشيخة … وكانت صفقة الزواج بين ال خليفة وال المسند صفقة سياسية بالدرجة الأولى تهدف إلى وضع حد لطموحات ال المسند … ولم يكن الشيخ خليفة يتخيل أن ابنة خصمة ناصر المسند الصغيرة ” موزة ” يمكن أن تدق المسمار الأخير في نعش خليفة نفسه .
موزة دخلت إلى الأسرة كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة … الذي ارتبط ببنات عمومته … وبدل أن تعيش موزة على الهامش كما رسم وخطط لها ” حماها ” نسجت الشيخة خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم … الطامح بخلافة والده الذي بدا وكأنه لن يموت.
بدأت الحكاية في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من حزيران يونيو عام 1995 … كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوروبا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى برودة أوروبا … ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي اجري له في مطار الدوحة كان الأخير …
وان الابن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التلفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بابيه واستلام الحكم بعد أن حصل على فتوى من يوسف القرضاوي ملخصها ( قل لهما أف وانهرهما والعن سنسفيل المليح فيهما ) نظير أن يظل القرضاوي في منصبه مفتيا للديار القطرية .
في صبيحة يوم الثلاثاء … قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد … وعرض التلفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه … وقيل فيما بعد أن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة … وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة أن ابنه حمد وجه الدعوة إلى وجهاء المشيخة وقام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون أن يكونوا على علم بما يجري وهو الذي دفع مجلة روزاليوسف المصرية إلى وصف الانقلاب بأنه ” انقلاب تلفزيوني “. وقد تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربين للشيخ الأب خليفة وتم الزج بهم في سجن بوهامور …وكانت تلك هي بداية الانهيار الجديد في الأسرة الحاكمة.
ففي فبراير 1996 أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة … ويبدو أن أولاد الشيخ حمد قد شاركوا بشكل أو بأخر فيها انتصارا لجدهم لذا تم طرد الشيخ فهد بن حمد من سلاح الدروع واتهامه بأنه ” إسلامي متطرف ” وتم وضع الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية … وقيل يومها أن الشيخين عزلا بضغط وتخطيط من الشيخة موزة حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو … وهذا ما كان حيث أعلن في أكتوبر عام 1996 عن تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد وهو الابن البكر للشيخة موزة وهو – مثل أبيه ومثل سائر أبناء حكام الخليج – تخرج من كلية ساندهيرست في بريطانيا دون أن يكمل تعليمه الثانوي العادي.
الشيخة موزة – وفقا لما تقوله مصادر قطرية مطلعة لعرب تايمز – كانت عراب هذه الانقلابات في الأسرة الحاكمة وقد نفذتها اعتمادا على رأس حربة من أبناء العائلة نفسها … ونقصد بها الشيخ حمد بن جبر آل ثاني وزير الخارجية فالشيخ المعزول خليفة هو خال الشيخ حمد وزوجة خليفة هي أخت حمد وقيل أن الأخت قطعت علاقاتها بأخيها بل وأصدرت بيانا داخليا في أوساط العائلة وزعته من مقر إقامتها آنذاك في أبو ظبي أعلنت فيه براءتها من أخيها حمد ومن ولديها عبد الله ومحمد اللذين انضما إلى أخيهما حمد في انقلابه على أبيه بعد أن وزع حمد الكعكة على الجميع فمنح رئاسة الوزارة لعبد الله ونصب خاله وزيرا للخارجية
وهو الأمر الذي دفع مجلة روزاليوسف إلى القول : ” لقد وصل الملك لير إلى الدوحة ” والملك لير هو بطل إحدى مسرحيات شكسبير وتقوم المسرحية المذكورة على الخيانات والغدر في أوساط العائلة الواحدة .
وإذا كان الانقلاب التلفزيوني في قطر قد نجح في إيصال الشيخ حمد إلى حكم المشيخة إلا أن رفض الأب خليفة القبول بالأمر الواقع ودعمه لعملية الانقلاب الفاشلة كشف النقاب عن الكثير من أسرار الحكم في مشيخة قطر وعن علاقاتها الدولية والإقليمية فقد تبين أن عائدات النفط تذهب بالكامل إلى حساب شخصي باسم الأمير – حوالي عشرة مليارات دولار – وان اقل من عشرين بالمائة من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة والأجهزة الخدماتية فيها …
وتبين أيضا أن للأمير حصة معلومة في جميع الشركات والمؤسسات العاملة في المشيخة وان جميع رشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح وخلافه تذهب إلى الأمير وأولاده.
هذه الأسرار خرجت إلى العلن بعد أن قام الابن بالطلب رسميا من البنوك السويسرية بالحجر على أموال أبيه على اعتبار أنها تعود للمشيخة وتم حل المشكلة وراء الأبواب المغلقة وبوساطات عربية بعد تعهد الأب بالامتناع عن القيام بأية تحركات مريبة أو الاتصال بمؤيديه في الداخل وموافقته على تسليم كبار معاونيه ممن كانوا آنذاك يقيمون في هيلتون أبو ظبي ومنهم وزير الإعلام القطري الذي طير آنذاك إلى عرب تايمز رسالة طلب فيها الاشتراك بنسخة من العدد المطبوع.
وإذا كانت الشيخة موزة قد نجحت في تنصيب ابنها جاسم وليا للعهد …إلا أن هذا لم يمنعها من تطوير علاقاتها ودورها في أوساط الأسرة الحاكمة حتى تضمن المشيخة لابنها بعد وفاة زوجها الذي يعاني من انهيار كلوي … بخاصة وان للشيخ الصغير أكثر من خصومة … فأخويه من زوجات أبيه يطلبان المشيخة لأنفسهما … وعمه القوي الشيخ عبد الله يرى نفسه أحق بولاية العهد …
لذا فتحت الشيخة موزة نافذة على واشنطن … وسبقت ابنها الصغير في أول زيارة قام بها إلى أمريكا بعد أن تولى ولاية العهد وقيل يومها أن الشيخة تحاول أن تقدم نفسها كشيخة خليجية متحررة ترتدي الكاوبوي وتخرج دون محرم و لا تضع العباءة و النقاب ..
و مع ذلك قوبلت زيارة ابن موزة إلىواشنطن باهتمام خاص من قبل أجهزة الإعلام لرغبة هذه الأجهزة في استنطاق الشيخ و معرفة الدور الذي لعبه على جده الشيخ خليفة و تنحية أخويه الأكبر منه سنا عن منصب ولاية العهد بل و إشرافه شخصيا على وضعهما قيد الإقامة الجبرية في الدوحة بعد اتهامهما بالتورط في محاولة الانقلاب التي استهدفت إرجاع الشيخ خليفة إلى الحكم.
و الشيخ جاسم هو الابن الثالث من الزوجة الثالثة للشيخ حمد بن خليفة حاكم مشيخة قطر الذي عرف باهتماماته النسائية قبل أن ينقلب على أبيه فقد تزوج حمد من ابنة عمه الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وأنجب منها ابنه البكر الشيخ مشعل البالغ من العمر ثمانية و عشرون عاما كما أنجب منها ابنه الثاني الشيخ فهد…
قبل أن يتزوج من ابنة عمه ثانية هي ابنة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني و قد أنجب منها أولاده خالد و عبد الله و محمد و خليفة …. أما الزوجة الثالثة ( يقال أنها الرابعة لان الثالثة كانت مغربية ) و الأخيرة فكانت الشيخة موزة بنت المسند و هي ليست من الشيوخ لكنها تنحدر من عائلة كانت تطمع بكرسي الحكم في المشيخة وغالبا ما كانت تلعب دور المعارضة إلى أن دخلت إلى قصر الحاكم من خلال الشيخة موزة لتتسلم الحكم من وراء الستار فتحرض زوجها على أبيه وأولاده وزوجاته من اجل استلام الحكم ثم تسليم ولاية العهد لابنها جاسم…
وقد أنجبت إلى جانب جاسم أولادا آخرين أكثرهم شهرة ودونجوانية الشيخ تميم الذي اشتهر بتشفيط سياراته أمام مدارس البنات ومع الممرضات الفيليبينيات … ولا ينافسه في هذه الموهبه إلا شقيقه الأصغر جوعان ( هذا اسمه والله … يعني واحد اسم أمه موزة كثير عليه يكون اسمه جوعان ) … فاصلة
ومع أن تاريخ مشيخة قطر يقوم كله على الانقلابات والخيانات والغدر بالمحارم والأقارب … إلا أن ما فعله الشيخ حمد الحاكم الحالي جدير بان يدخل التاريخ كنموذج للنذالة وشهوة الحكم في أوضح صورها.فالشيخ حمد كان وليا لعهد أبيه….
أنهى دراسته الثانوية دفشا ثم التحق بكلية ساند هرست العسكرية في بريطانيا ليتخرج منها بكرش….وبمهارة يحسد عليها في مطاردة النساء و صيد الحبارى وقد شارك والده في نهب دخل البلاد من النفط والغاز ثم استغل ذلك في شرشحة والده بعد الانقلاب عليه حيث اتهمه بالسرقة والاختلاس.
زواج حمد من موزة هو الذي قلب كيان الشيخ النسونجي وحوله إلى رجل طامع بالحكم ومع أن الحكم كان مقطوعا له باعتباره وليا للعهد إلا انه بدء يتضايق من نفوذ أولاد عمومه الذين جاهروا بأحقيتهم بالحكم فسارع إلى الإفطار بهم قبل أن يتعشوا به.
موزة بدورها كانت الرأس المدبر لعملية الانقلاب .. كانت موزة تعلم أن ضرتيها – شيختان من ال ثاني – قد أقنعتا الجد الشيخ خليفة الاهتمام بحفيده الشيخ مشعل باعتباره الحاكم القادم وبخاصة أن والده الشيخ حمد المصاب بانهيار في عمل الكلى يمكن أن يموت بين ليلة وأخرى – حمد لم يمت فقد انتزع كلية من احدى بناته وزرعها دون موافقة البنت وأمها وأشقائها وقيل أيضا انه اشتراها من احد حراسه الأفغان –
لذا سرعت موزة عملية الانقلاب على الجد قبل موت زوجها وسارعت إلى اتهام الشيخ مشعل ابن زوجها من ضرتها الأولى بالتأمر مع جده على أبيه- زوجها – فعزلته من جميع مناصبه العسكرية التي تقلدها بعد عودته من كلية ساند هرست البريطانية ووضعته قيد الإقامة الجبرية وكان مصير الأخ الثاني الشيخ فهد مشابها لمصير أخاه الشيخ مشعل فقد جرد الشيخ فهد من مناصبه العسكرية بعد اتهامه بالجنون و بدعم الأفغان العرب من خلال علاقته الوطيدة بأسامة بن لادن ..
وكان الشيخ فهد قد مال في أيامه الأخيرة إلى التدين فاتهم بالجنون ثم تم وضعه قيد الإقامة الجبرية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة حيث اتهم بالتورط فيها لعلاقته بكبار الضباط الذين قاموا بها.. كما اتهم بإجراء اتصالات سرية مع جده عندما كان مقيما ولاجئا بالإمارات بهدف استقطاب العائلات القطرية المقيمة في ابوظبي والتي كانت قد هاجرت إليها في الأربعينات والخمسينات بعد خلافها الشديد مع ال ثاني.
زيارة جاسم ابن موزة إلى واشنطن تدخل ضمن محاولة الشيخ حمد استصدار شهادة حسن سلوك لابنه باعتباره الحاكم الجديد للمشيخة بخاصة و أن حمد يعلم أن الأوضاع الداخلية في قطر مرشحة للانفجار في أي لحظة…
فإلى جانب تذمر كبار الضباط من الأوضاع الحالية – حتى أنهم أصدروا بيانا بتوقيع الضباط الأحرار- فان الصراع قد يقع أيضا بين الأشقاء أنفسهم، بخاصة وان الشيخين مشعل وفهد يحظيان بحب وتأييد القطريين وبدعم جدهما وأنصاره وبعض مشيخات الخليج المجاورة.
زيارة جاسم إلى واشنطن وقبلها زيارة أمه موزة تهدف فيما تهدف إليه – وفقا لشيخ معارض من ال ثاني- إلى الحصول على ضمانات أمريكية بدعم الحكم الحالي سياسيا و عسكريا من خلال الوجود العسكري الأمريكي في قطر